محمد لطفي يكتب: صراع الكلمة والاتجاهات.. من يفوز بمنصب نقيب الصحفيين؟

انتظرت كثيرًا وتمهلت قليلًا قبل أن ادلو بدلوي في واحدة من اشرس الانتخابات التي شهدتها نقابة الصحفيين طيلة النصف قرن الماضي ،فيوم الجمعة الثاني من مايو 2025 تشهد نقابة الصحفيين المصريين واحدة من أكثر معاركها الانتخابية سخونة هذا العام، مع احتدام المنافسة على مقعد نقيب الصحفيين بين اثنين من الأسماء البارزة على الساحة الصحفية، هما الكاتب الصحفي خالد البلشي، النقيب الحالي، والكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، النقيب الأسبق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام السابق.
الانتخابات، التي تُجرى وسط تحديات كبيرة تواجه مهنة الصحافة في مصر والعالم، تُعد استفتاءً حقيقيًا على مستقبل النقابة في ظل المتغيرات التكنولوجية، والضغوط الاقتصادية، والتغيرات في بيئة العمل الصحفي، فضلًا عن العلاقة الشائكة بين الصحفيين والمؤسسات الإعلامية والدولة.
خالد البلشي، نقيب الصحفيين الحالي، وأحد أبرز رموز التيار المدافع عن حرية الصحافة، يخوض الانتخابات مدعومًا من قطاع واسع من الصحفيين الشباب والمستقلين، وقد ركّز خلال فترته السابقة على ملفات الحريات، تحسين الخدمات النقابية، والدفاع عن الزملاء المحبوسين. ويعده أنصاره “صوت النقابة الحر”، بينما يرى فيه معارضوه صوتًا تصادميًا يفتقر إلى الواقعية في إدارة الملفات النقابية.
عبد المحسن سلامة، صاحب خبرة طويلة في العمل النقابي والإداري، يطرح نفسه كبديل “هادئ وعملي”، يملك شبكة علاقات واسعة وقدرة على التفاوض مع الدولة ومؤسسات الإعلام الرسمية والخاصة. ويعد بتحقيق “استقرار النقابة وتعظيم مواردها”، مع التركيز على الجانب المهني والخدمي للصحفيين.
فمن يفوز في معركة يوم الجمعة هذا امر في علم الغيب وستحدده الجمعية العمومية للنقابة من خلال اختيار الشخص المناسب القادر على تلبية رغبات الجماعة الصحفية.
ومن وجهة نظري المتواضعة تشمل الملفات الأساسية في هذه الانتخابات:
-الحريات الصحفية وموقف النقابة من التشريعات المنظمة للمهنة.
-تحسين الأجور والتأمينات وملف المعاشات.
-مستقبل الصحافة الورقية في مواجهة الرقمنة والتحديات الاقتصادية.
-إدماج الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي وتدريب الأعضاء.
-تعزيز دور النقابة المهني والدستوري في تمثيل الصحفيين والدفاع عن مصالحهم.
وخلال السويعات القادمة تشهد النقابة تحركات مكثفة من المرشحين وأنصارهم، مع عقد لقاءات داخل المؤسسات الصحفية، ومؤتمرات مصغرة، وترويج واسع للبرامج عبر منصات التواصل الاجتماعي. وقد انقسمت الجمعية العمومية إلى تكتلات تميل إما إلى استمرار البلشي في موقعه، أو إلى الدفع بعودة عبد المحسن سلامة باعتباره الأقدر على التفاوض وتحقيق مكاسب مادية ومؤسسية -على حد وصف البعض-
الانتخابات المقبلة لا تحدد فقط اسم النقيب الجديد، بل ترسم ملامح اتجاه النقابة خلال السنوات المقبلة: هل تواصل المسار الحقوقي والدفاعي الذي مثّله البلشي؟ أم تعود إلى خطاب التوافق والتفاوض الذي يمثله عبد المحسن سلامة؟
في ظل هذا الاستقطاب المهني، تترقب الأوساط الصحفية والإعلامية نتائج الانتخابات التي يُنتظر أن تعكس المزاج العام داخل المجتمع الصحفي، ومدى الرغبة في الاستمرار على طريق المقاومة، أو العودة إلى مسار “الهدوء مقابل المكاسب”.
بقلم/ محمد لطفي
رئيس شعبة صحفي الاتصالات بنقابة الصحفيين