رئيس فيزا: قريباً ستشتري من داخل ChatGPT

خلال فعالية Visa Global Product Drop التي أقيمت في سان فرانسيسكو الأسبوع الماضي، كشفت شركة فيزا للمدفوعات الرقمية عن رؤيتها لمستقبل التجارة من خلال الاعتماد على الذكاء الصناعي، والمحافظ الرقمية، وأدوات الدفع المرنة.
وفي حوار خاص مع فوربس الشرق الأوسط، اعتبر رئيس مجموعة فيزا للأسواق العالمية، أوليفر جينكين، أن الشركة تتصور مستقبلاً لا يقتصر فيه دور وكلاء الذكاء الصناعي على تقديم المساعدة فقط، بل يشمل أيضًا تنفيذ المعاملات.
وأشار إلى أنّه بينما يتركز جزء كبير من استخدامات الذكاء الصناعي حاليًا على توليد المحتوى أو البحث أو التفاعل مع المستخدم، تعمل فيزا على تفعيل إمكانيات الشراء داخل منصات الذكاء الصناعي. ويوضح جينكين قائلًا: “هذا يُتيح لك، على سبيل المثال، إدخال بطاقة في ChatGPT، لتتمكن من الشراء. هذا يعني تجهيز البطاقة، والمصادقة عليها، كما يجعل عمليات البحث والشراء أكثر تخصيصًا، وتتم تحت ضوابطي وأذوناتي”.
ولا تُعد هذه الرؤية بعيدة المنال، إذ بدأت فيزا بالفعل في فتح بيئة الاختبار الخاصة بها على مستوى العالم، بما يتيح للمطورين والشركاء تجربة قدرات الشراء المدعومة بالذكاء الصناعي. ويضيف جينكين: “ستكون أميركا الشمالية هي نقطة الانطلاق الرئيسية في عام 2025، وسنقوم بتوسيع المشروع ليشمل جميع أسواقنا في أسرع وقت ممكن بعد ذلك”.
وتوقع جينكين أن يشهد الشرق الأوسط طرحًا رسميًا للاستخدام الفعلي للشراء داخل منصات الذكاء الصناعي بحلول عام 2026.
بالنسبة لمنطقة تشهد نموًا متسارعًا في تبني التكنولوجيا المالية، فإن التبعات المحتملة هائلة. ومع ذلك، فإن الابتكار السريع يثير بطبيعة الحال مخاوف مشروعة، خصوصًا فيما يتعلق بالخصوصية والأمان. ويؤكد جينكين: “الثقة جزء من الخصوصية”، مضيفًا: “نحن نتعامل بالفعل مع قضايا الخصوصية والاحتيال والوكلاء غير المؤهلين في مجالات التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول والتجارة المباشرة. وتواصل فيزا دعم عملائها في إدارة هوياتهم ومكافحة الاحتيال. فهذا يمثل جزءًا أساسيًا من مهامنا”.
ويُبيّن جينكين أن الخبرة تشكّل عنصرًا محوريًا في نهج فيزا تجاه الذكاء الصناعي. ويردف: “نحن ننقل جميع تلك المهارات والقدرات التي طورناها ضمن شبكتنا على مدار الستين عامًا الماضية… إلى عالم الذكاء الصناعي التوليدي. فجميع معايير مكافحة المخاطر والاحتيال، وإجراءات الحماية التي تُطبق ضمن شبكة فيزا ستظل قائمة وسارية”.
الشرق الأوسط
في منطقة الشرق الأوسط تطرح كثيرًا أسئلة حول ما إذا كانت اللوائح التنظيمية المحلية قد تُبطئ وتيرة التقدم، لكن جينكين يرى أن هذا ليس هو الحال. ويقول: “لا يعد الشرق الأوسط أكثر تحديًا من أي منطقة أخرى. فلكل سوق في العالم لوائحه الخاصة… والشرق الأوسط ليس استثناءً. سنعمل عن كثب مع عملائنا، ومع الجهات الناظمة والبنوك المركزية، لضمان سير العمليات بما يُرضي جميع الأطراف”.
وترى فيزا في الشرق الأوسط أرضًا خصبة لاعتماد هذه التقنية. ويقول جينكين: “من خلال تواصلي مع البنوك في الشرق الأوسط، ألاحظ أنهم متقدمون للغاية، ويتمتعون بكفاءة عالية وخبرة واسعة.. لمست اهتمامًا كبيرًا بهذا المجال”.
ويُعد تأثير هذا الابتكار على الشركات الصغيرة والمتوسطة من الجوانب اللافتة، إذ تمثل هذه الفئة ركيزة محورية في الرؤية الاقتصادية للمنطقة. ويعتقد جينكين أن التجارة المدعومة بالذكاء الصناعي يمكن أن تُصبح عامل توازن قوي.
يعتبر جينكين أنه “مع تطور الذكاء الصناعي واسع النطاق، يمكن لـ ChatGPT أن يؤدي دور قسم التسويق والاتصالات داخل شركتك. كما يمكنه دعمك في وضع استراتيجيات التسعير، ومنحك وصولًا إلى مهارات عالمية المستوى في قطاع تجارة التجزئة الكبرى. ما يعزز قدرات الشركات الصغيرة والمتوسطة”.
فضلًا عن ذلك، يملك وكلاء الذكاء الصناعي إمكانات من شأنها إحداث تحول كبير في طريقة مساعدة المستهلكين على اكتشاف البائعين المتخصصين بمقدرات عالية الجودة. ويقول جينكين: “سيكون بإمكان وكيل المشتري البحث عبر عدد غير محدود من المواقع والشركات الصغيرة والمتوسطة، مقارنةً بقدرة الشخص العادي. وهذا يمثل فائدة كبيرة لهذه الشركات لضمان إبراز منتجاتها على المستوى العالمي”.