يشهد السوق المصرى زخمًا فى صفقات الاستحواذ على شركات قطاع الأغذية، ويجرى، حالياً، التفاوض على صفقتين معلنتين، بخلاف الصفقات التى يعمل عليها عدد من بنوك الاستثمار فى القطاع.
أما الصفقتان المحتملتان، فهما استحواذ شركة «أولاً» على شركة دومتى، فيما تقترب «هائل سعيد أنعم وشركاه» من الاستحواذ على الشركة المصرية للأغذية «بسكو مصر».
بالإضافة إلى إنهاء شركة هيليوس إنفسمنتس منذ أيام الاستحواذ على 49% على شركة راية فودز بقيمة تصل إلى 40 مليون دولار.
وأعلنت «تنمية كابيتال فينشرز» مؤخراً عن خطتها للاستحواذ على نحو 21% من أسهم شركة حلوانى العبد عبر زيادة رأس المال، ومن المتوقع إتمامها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وأرجع متعاملون النشاط على القطاع لكونه من القطاعات الدفاعية حتى فى الأزمات، وكذلك لتقييمات الشركات المتدنية فى السوق المصرى حتى باتت تكلفة الاستحواذ على شركة قائمة أرخص من التأسيس.
اقرأ أيضا: “جهينه للمبردات” تحصل على أعلى تقييم فى شهادة سلامة الأغذية
ويرى محمد محجوب، الشريك المؤسس لتنمية فينشرو كابيتال، أن ثمة فرصاً واعدة للاستثمار فى شركات متوسطة الحجم تعمل فى قطاعات متنوعة تشمل الأغذية والمشروبات، إلى جانب الاستهلاكية منها، مشيراً إلى أن الصندوق يدرس الاستحواذ على عدد من الفرص فى هذا القطاع خلال الفترة المقبلة.
وقال عبدالخالق محمد، محلل بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، إنَّ صفقة الاستحواذ على أسهم دومتى ستعيد تقييم القطاع الغذائى المدرج بالبورصة المصرية ككل، خاصة بعد تفاعل القطاع بالصعود فور الإعلان عن الصفقة ليتبعها صعود أسهم شركات جهينة، وإيديتا، وعبورلاند.
وأوضح أن قيمة عرض الشراء المقدم تعكس تدنى تقييمات الشركات المدرجة بالبورصة، وتداولها عند مضاعف ربحية جاذب للغاية فى ظل أسعار سوقية أدنى بكثير من القيم العادلة.
ووفقاً لبيانات البورصة المصرية، تتداول أسهم شركات قطاع الأغذية والمشروبات والتبغ عند مضاعف ربحية بنحو 14.35 مرة.
وتوقع رواجاً فى أسهم قطاع الأغذية، ومزيداً من الصفقات خاصة لنشاط هذا القطاع وطبيعته الدفاعية.
وتلقت شركة دومتى للصناعات الغذائية عرض شراء إجبارياً من شركة «آرلا فودز» الدنماركية للاستحواذ على كامل أسهمها بنسبة 100% بتقييم مبدئى غير ملزم بنحو 8.8 مليار جنيه بسعر 31.48 جنيه للسهم الواحد، ما أدى بدوره لارتفاع أسهم القطاع الغذائى فى الجلسة اليوم التالى من الإعلان عن الصفقة بنحو 20% فى مطلع معاملات الأربعاء الماضى وسط اختفاء عروض البيع على الأسهم مع طلبات كثيفة للشراء.
«حسنى»: أغلب الأسهم المدرجة تتداول بأقل من قيمها العادلة
وأضاف محمد حسني، المحلل المالى بشركة كايرو كابيتال للاستثمارات المالية، أن غالبية الأسهم المدرجة بالسوق المصرى تتداول بقيمة سوقية أقل من قيمتها العادلة، على الرغم من أدائها المالى القوى فى الفترة الأخيرة، ما شجع المستثمرين للتقدم بعرض الاستحواذ على هذه الشركات.
وتوقع أن يشهد السوق المصرى، رواجاً الفترة المقبلة، خصوصاً فى القطاعات الاستراتيجية والتى يرتفع عليها الطلب على السلع والخدمات التى تقدمها، بالإضافة إلى توفير الوقت والجهد فى تأسيس شركة جديدة عن طريق الاستحواذ على علامة تجارية متواجدة بالفعل ولها حصة سوقية.
اقرأ أيضا: “كارفى للاستشارات” تركز على الصفقات بقطاعات التعليم والصحة والأغذية
وذكر أن الاستحواذ على شركة ما فى أحد القطاعات تدعم القطاع بشكل عام، مستشهداً بعرض الاستحواذ على «دومتى» والذى تبعه زيادة فى غالبية أسهم قطاع الأغذية، بالإضافة إلى شركات الدواجن والمطاحن.
وحددت بحوث كايرو كابيتال للاستثمارات المالية، القيمة العادلة لسهم راية القابضة عند 3.3 جنيه، ودومتى عند 18.1 جنيه، وذلك قبل تلقى عروض الاستحواذ.
كما تلقت شركة راية القابضة للاستثمارات المالية عرض شراء ملزماً للاستحواذ على حصة تصل إلى 49% من شركة «راية فودز» التابعة بنسبة 100%، فى صفقة استثمارية بإجمالى قيمة 40 مليون دولار.
«حمدى»: الصفقات الاستثمارية المتتالية ستعيد تشكيل القطاع
توقع هشام حمدى، نائب رئيس قسم البحوث فى شركة النعيم القابضة، أن العام الحالى سيشهد تحسناً فى نتائج أعمال شركات الأغذية والمشروبات، وبالأخص الشركات العاملة فى قطاع منتجات الألبان، ويعزى هذا الأداء المتوقع إلى زيادة أسعار المنتجات النهائية، بالإضافة إلى انخفاض تكلفة مدخلات الإنتاج مقارنة بالعام الماضى.
وأوضح «حمدى»، أن قطاع الأغذية والمشروبات استفاد بشكل كبير من استقرار أسعار الصرف خلال الفترة الأخيرة؛ حيث إنَّ صافى تعرض القطاع لتقلبات العملة الأجنبية سلبي، أو بمعنى آخر الشركات تصرف معظم الإنتاج فى السوق المحلى مع وجود الكثير من مدخلات الإنتاج مستورد من الخارج.
ويرى أن الصفقات الاستثمارية المتتالية فى هذا القطاع تعد بمثابة تحول استراتيجيى من شأنه أن يعيد تشكيل القطاع الغذائى فى مصر.
يمثل قطاع الأغذية أحد أهم القطاعات الإنتاجية والتصديرية بالاقتصاد القومي، إذ يمثل 14% من إجمالى صادرات مصر، وتتجاوز قيمة استثماراته 500 مليار جنيه، ويتعدى عدد المنشآت العاملة به 7500 منشأة رسمية، توفر ما يزيد على 7 ملايين فرصة عمل، وفق حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
«عبدالحكيم»: رواج مرتقب على استحواذات فى قطاعات استراتيجية
وأوضح محمد عبدالحكيم، رئيس قسم البحوث بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية، أن ارتفاع أسعار عروض الشراء عن السعر السوقى تعكس أحيانًا بريمييوم للعرض يخص حسن إدارة مقدم العرض.
وأوضح «عبدالحكيم»، أن الشركات العالمية التى تعتزم تنفيذ صفقات استثمارية ترى أن لديها إمكانيات يمكن أن تضيفها للشركة.
وأشار إلى أن ما حدث من صعود كبير فى أداء القطاع بعد الإعلان عن عرض شراء «أرلا» على «دومتى» كان بسبب اندفاع الأفراد للشراء فى القطاع، لكن على الجانب الآخر كان ذوو الخبرة الذين يعلمون طبيعة الصفقة لم يتأثروا بذلك بل واتجه البعض منهم لاستغلال صعود المؤشر للبيع.
وتوقع ازدهاراً فى قطاع الأغذية خلال الفترة المقبلة، والمزيد من الصفقات على الأسهم المصرية خاصة فى ظل مضاعف ربحية القطاع الجاذب.
وتعتزم مجموعة هائل سعيد إتمام صفقة استحواذها على شركة بسكو مصر خلال الربع الأول من العام المقبل، بعد ما وقعت اتفاقية بيع وشراء أسهم «بسكو مصر» مع شركة كيلانوفا المساهم الرئيسى فى الشركة المصرية للأغذية ـ بسكو مصر.
«شفيع»: طبيعة القطاع الدفاعية ترفع تقييمه فى عروض الاستحواذ
وتوقع مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، أن عروض الشراء على أسهم قطاع الأغذية ستفتح شهية الاستثمار فى القطاع، مشيراً إلى أنه من المحتمل بنسبة كبيرة أن نشهد استحواذات واندماجات أخرى فى القطاع وبكثرة، خاصة أن القيمة السوقية لكثير من شركات القطاع أقل من قيمتها العادلة.
وقال إن من أسباب عدم تأثر الشركات بالسلب مع زيادة التضخم هو وجود مخزون يغطى احتياج الشركات لفترة، ما يقلل من حدة التضخم على التكاليف والزيادة المستمرة للأسعار، محذراً من أن زيادة الأسعار المستمرة للمنتجات يمكن أن تسبب خسائر للشركات باتجاه القوة الشرائية لبديل آخر، ما ينعكس سلباً على الهوامش الربحية للشركات، مرجحاً أن زيادة أسعار المحروقات ستؤثر سلباً على نتائج الربع الأخير.
